إختفى يونيلڤ بطريقة غريبة كنا لو أنه تبخر في الجو .
بقي وانغ شو وحده معلقا هناك ، بدون أي رفيق ،
" تسعة أيام هي شيء كبير .يمكنني ان اصبر ..فقط لو إستمر الألم بهذا المقدار فقط ...بدون إرتفاع "
كان الألم حاليا ثابثا في معدل معين ، دون إرتفاع أو نقص .
فجأة ، تحول محيط وانغ شو إلى مكان آخر ، كما لو أنها في السماء بين الغيوم ، لكنه لا يزال معلقا في شجرة ، لكن شجرة هي الاخر جميلة .
من اللامكان ، خرج مخلوق غريب أخر ، كان هذا المخلوق حصانا اسود بجناحين و قرن ، عين حمراء دموية ، و انياب بارزة ، عكس الحصان السابق يونيلڤ ، كان هذا الكائن ليس بجميل.
" إستمر في الحلم ! "
إقتربت هذا الحصان من وانغ شو ، كانت نبرته متعجرفة ، كما لو أنه ليس مقيدا بشيء .
" هاه ؟ . من أنت ؟ "
" أنا باين ...رفيقك لتسع ايام "
في كل كلمة قالها هذا المسمى باين ( الحصان )، كانت إبتسامة واسعة على محياه ، كانت النظرة على عينه مؤلوفة ، حيث كان وانغ شو يرمق بها ضحاياه سابقا في كوكب الارض ....إنها نظرة إفتراس ..كما لو أنه ينظر إلى فريسته .
" رفيقي لتسع ايام ؟ . أتعني ...."
" نعم ، ستمر بوقت لطيف معي . لنبدا الان هـهـهـهـا "
أخرج هذا الحصان شعلة سوداء غريبة من يده ، و بعدها إلتفت ناحية وانغ شو و حدق بخبث .
" مهلا ..لا تقل لي ..."
كان وانغ شو متفاجأ ، لم يواجه صعوبة في معرفة نوايا هذا الحصان ، النظرة على عينه تشبه نظرة وانغ شو ، و لهذه النظرة معنى واحد ...~إستعد الألم ~
قرب الشيطان يده ناحية وانغ شو ، اليد التي عليها شعلة سوداء ،
" ستشعر بالوخز قليلا ، لكنه سيمر بسرعة ...ستشكرني لاحقا "
بعد أن لمست النار السوداء جسم وانغ شو ، إشتعل جسده كاملا بنار سوداء حارة ، حاول إخمادها بتغليف نفسه بهالة الظلام ...لكن لم ينجح ..ثم حاول نفس الشيء بهالة الشيطان الملكي ..و بنار الختم الأرجوانية ...لكن مع ذلك . كانت كل وسائل وانغ شو فاشلة أمام هذه النار السوداء ...نار الجحيم .
" آه آه ..أنا ...أحترق .. اطفئها ..أطفئها "
أطلق الحصان إبتسامة ساخرة ، وقال بنبرة متعجرفة :
" لا يمكنني ، ستبقى هكذا ليوم كامل ...و حينها سننطلق لطريقة التعذيب رقم 2 ..و ستستمر كذلك ليوم كامل .."
" أغغ. آه ..."
" لا تنسى ، يمكنك دائما الإستسلام ، و ستحصل على جائزة بقدر صبرك ...لكن لو أكملت إلى النهاية ، ستكون راضيا اكثر "
" أغغغ . . . في النهاية ..آااه ...هل ...سأجد الحكمة ؟ "
" هـيـهـي ربما "
إبتسم وانغ شو بغير مبرر ، حتى أثناء هذا التعذيب القاسي ، كان هدفه أهم من خوفه او عدم مقدره إستحمال الألم ، بالرغم من أن شخصيته غريبة و غير مفهومة ، إلا أنه يملك قاعدة واحدة ، ليصل لهدفه ..أو على الارجح غايته ...يمكنه التضحية باي شيء .. أي شيء حرفيا ...كان مستعدا للتضحية بعينه الباقية ، أو يده الاخرى ليتقدم نحو ذلك ، فما بالك بمجرد التعرض الألم لمدة تسعة أيام .
و بهذه الطريقة ، مر يوم .
" جيد ، بما أنك صبرت ليوم واحد في نار الجحيم ، فسنمر للوسيلة التانية في التعذيب ..أذكرك . يمكنك الإستسلام في أي وقت "
" ...أكمل "
بالرغم من أن جسد وانغ شو لم يحرق كليا ، لكنه حصل على حروق غير قابلة للشفاء تقريبا ، حتى أصبح شكله كالمومياء .
" هـيـهـي ..كما تريد . . . في هذا اليوم ، ستجرب شعور أن يلتهمك الدود "
" هاه ؟ "
خلال ثواني ، بعد أن نظر وانغ شو لجسمه المعلق على حبل ، كان يرى جلده يُخترق من طرف دود صغير مقرف ...كانت الملايين منهم تتجول جسد وانغ شو بدون أي توقف . تلتهم ، تضع بيضا . تفقس . تتكاثر ..تاكل لحم وانغ مجددا ....كان هذا روتينهم الجميل لهذا اليوم ، كما لو أنهم في مطعم راقي ، يتناولون ما لذ و طاب من اعضاء الجسم ، كبد ، قلب ، أذنيه ....أو الاكثر رعبا حتى ..
بعد وقت من تحمل هذا الالم. وصل الأمر لما لا يمكن لوانغ شو تحمله ...بدأ الدود بأكل عينه اليمنى ، التي كانت سليمة ، بينما اليسرى ليس فيها ما ياكل أصلا ..
" أغغ . أغغ "
خلال ثواني ، فقد وانغ شو بصره !
كانت مقلةً عين لذيذة ...بالنسبة للدود على الأقل .
بعد وقت غير معلوم بالنسبة لوانغ شو ...ماذا تتوقع ؟ ..هل شخص يُأكل من طرف الدود سيهتم بالوقت ؟ . بالبطع لا . كان مراده فقط التخلص من الأمر بسرعة ، هو يعرف ان العذاب الذي بعد هذا سيكون أكثر رعبا ...لكن شعور أن يلتهم الدود عينك لم يكن مريحة كثيرا بالنسبة لوانغ شو ..
خلال وقت ، أصبح جلدا على غظم ...امزح ...في الحقيقة ، لقد أصبح عظما على عظم ...فقط العظام ما تبقت !!
و هكذا ، مر يوم .
" العذاب الثالث ! . هل أنت مستعد أيها الهيكل العظمي ؟ "
" نـ ..نعم "
" ماذا ؟ . ألم يكن شعور أن تلتهم من طرف الدود سيئ بالفعل ؟ ...حسنا . كما تريد ...العقاب الثالث ينتظرك "
كان وانغ شو عبارة عن هيكل عظمي بشع ، دون أي شعر او عيون ليرى بها ، كان الظلام فقط امامه ...و خلفه ...و في كل الاتجاهات كذلك .
فجأة ، أحس أن إصبعه الكبير قد نُزع ..
أحس بألم ، لكنه لم يستطع أن يرى مصدره .أمممم . بما انه اعمى ...
في الحقيقة ، كانت هناك آلة أمامه ، تنزع عظامه واحدا تلو الآخر ، و تظعهم في طحانة ....تطحن كل ما يقع عليها ...
" ستجرب شعرو أن تتحول لغبار أيها الهيكل العظمي "
بدأت هذه الآلة في نزع العظام إبتدائا من اليد اليمنى إلى الأقدام ، و بعدها القفص الصدري و الجمجمة ، إلى حين الانتهاء منهم جميعا .
" بما انه تم سحق كل عظامي ...فهذه نهاية التعذيب ، صحيح "
" لا هـهـهـهـهـا "
بطريقة ما ، عاد جسد وانغ شو ليكون هيكلا عظميا مجددا ، بالرغم من انه كان عبارة عن غبار بسبب آلة الطحن ..
" ماذا ...لا تخبرني ..."
" نعم ، سيتم إصلاح جسدك كل مرة ، و ستطحن بعدها ..إلى أن يكمل اليوم "
" هـهـهـه حقا ....أخبرني أنك تمزح "
" أنا لا أمزح "
تم طحنه مائة و ثلاثين مرة ، و هكذا ، مر يوم ..
" لتعرف أيها الهيكل العظمي المطحون ، الانسحاب الان ليس مضيعة ، ستكون قد حصلت على جائزة مدهشة بالفعل "
كان وانغ شو عبارة عن ....يصعب إيجاد إسم لهذه الحالة ، لكنني سأشبهها بالغبار الذي يكون تحت الأرائك أو في زوايا المنزل ...أوصلت الفكرة ؟
على اي حال ، هذا هو حال وانغ شو المثير للشفقة حاليا ، في الاول تم حرق جسده ليشبه مومياء لعينة ، و بعدها ليهكل عظمي ...و الان غبار ؟ ...اهناك حقا ما هو اسوء ؟
أسف عزيزي وانغ شو ...لكن هناك ما هو اسوء بالفعل .
" العذاب الرابع ، إستمتع أيها الغبار بحجم الذرّة "
احم ...و كما تعرفون ، الغبار ليس له حبال صوتية ...لذلك لم يستطع وانغ شو قول الكثير ...حسنا .. هو لم يقل شيءا في الحقيقة ...
أطلق الحصان شيءا من زجاجة صغيرة ، لم يكن ذلك ظاهرا للعين المجردة ، لكن بعين وانغ شو الثاقبة كان ملاحظة هذه الأشياء الصغيرة ليس صعبا ....لكن بما أنه الأن عظام مطحونة , بلا عيون فهو لم يراها هو الاخر ..
بعد أن تم إطلاق تلك الأشياء الصغيرة المجهولة من زجاجة غريبة ، توجهت مباشرة إلى كتلة العظام المطحونة تلك ..
هذه الأشياء الطائرة هي الأوستاناسيوز ، بكتيريا صغيرة مثلها مثل باقي الكائنات الصغيرة عديمة الفائدة ....
أي شخص سيرى هذه الطفيليات في هذا الموقف ، على الاغلب سيقول ...ما فاردة هذه الطفيليات ؟ . و ما مقدار التعذيب التي يمكنها منحه لوانغ شو ؟ ...
كان هذا سؤال لن يعرف إجابته الكثيرين ، لكن وانغ شو كان يعرف ، بما أنه درس العلوم ، عكس قارىء معين ( أنت ) .
هذه الطفيليات المسمات الأوستاناسيوز تاكل و تحلل العظام ، و بما أن وانغ شو أساسا عبارة عن عظام ، لكان مطحونة ، فسيسهل عليهم ذلك الحصول على وجبة هنيئة ..
تخيل شعور أن يتم أكلك بظع ألاف المرات ؟ ...ليس شعورا مريحا بالبطع ....
كان شعور وانغ شو حاليا هو أنه يتم إلتهام أجزاء جسده بشكل هستيري من طرف كائنات صغيرة ، ليس لديه القدرة على إيقاف هذا أو تأجيله ..كان يراقب و يئن في صمت فقط ..
و هكذا ، بطريقة مثيرة للشفقة ( للاسف ) ..مر يوم ..